ابناء عمومة ؟؟

هل العرب ويهود اليوم حقا ابناء عمومة ؟؟

  • هل العرب ويهود اليوم حقا ابناء عمومة ؟؟

اخرى قبل 5 سنة

هل العرب ويهود اليوم حقا ابناء عمومة ؟؟

د.سالم حسين سرية

تتعالى هذه النغمة النشاز (ان العرب ويهود اليوم ابناء عمومة )كلما اراد حاكم عربي ان يتصهين او يبرر السلام مع العدو الصهيوني سابقا ولاحقا .والأدهى من ذلك قيام بعض المفكرين والدعاة بترويج مقولة ان يهود اليوم هم نفسهم اتباع بني اسرائيل الذين ورد ذكرهم في آيات متعددة في القرآن الكريم ليقولوا لنا انهم فعلا (شعب الله المختار )مستشهدين بالآية الكريمة (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ –صدق الله العظيم .).كل هذا يستدعي القاء الضؤ على هذا الخداع التاريخي الذين يريدون من وراءه شرعنة الإحتلال الصهيوني لفلسطين في ظل عباءة دينية وتاريخية طافحة بالتزوير والمغالطات .ان بني إسرائيل في الإسلام هم شعب من ذرية يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم الذي يسمى ايضا اسرائيل، وقد ذكرت قصص بني إسرائيل وقصص أنبياءهم بالتفصيل في القرآن الكريم في سور البقرة وآل عمران ويونس والمائدة والقصص والنمل ومريم والإسراء والأعراف وطه والصف وص والأنبياء وسبأ والزخرف . وللنبي يعقوب اثنا عشر ولداً ذكراً (من بينهم يوسف) وبنتاً واحدة اسمها دينا, وأولاده يدعون بني إسرائيل.وقد ورد اسم يعقوب 16 مرة في القرآن الكريم .ويعدّ اليهود من نسل أهالي مملكة يهوذا الذين كانوا ينسبون إلى أربعة من بين أسباط بني إسرائيل الإثني عشر: يهوذا،شمعون،بنيامين ولاوي، وافترقوا بعد سبي بابل إلى يهود وإلى سامريين. ومرت الديانة بتطورات كثيرة عبر التاريخ وخاصة بعد انهيار مملكة يهوذا ودمار الهيكل الثاني في القرن ألأول للميلاد.

نشأ اليهود كمجموعة عرقية ودينية في الشرق الأوسط خلال الألفية الثانية قبل الميلاد، في جزء من بلاد الشام ومنذ القرن الثاني للميلاد أخذ اليهود ينتشرون في أنحاء العالم حيث توجد معلومات عن جاليات يهودية في بلدان كثيرة عبر التاريخ، ومنذ منتصف القرن ال20 يتركز اليهود في إسرائيل وأمريكا الشمالية مع وجود جاليات أصغر في أوروبا، أمريكا الجنوبية وإيران. وفي عام 2010 شكل اليهود حوالي 14 مليون نسمة ويعيش 41% من يهود العالم في الولايات المتحدة، في حين يعيش في فلسطين حوالي 40.5% من مجمل يهود العالم، ويعيش حوالي 13.3% من يهود العالم في كندا، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، والأرجنتين، وأستراليا والبرازيل.

يقول الأستاذ يوجين بيتار: «إن اليهود يعودون إلى طائفة دينية وهيأة اجتماعية دخلتها عناصر من أجناس متباينة ألصقوا أنفسهم بها وأتى هؤلاء المتهودون من كل السلالات البشرية كفلاشا الحبشة والألمان الجرمانيين والتاميل ــ اليهود السود ــ والهنود والخزر والأتراك». ثم يضيف إلى ذلك قوله: «ومن المستحيل أن نتصور أن اليهود ذوي الشعر الأشقر أو الكستنائي، والعيون الصافية اللون، الذين نلقاهم كثيراً في أوروبا يمتون بصلة القرابة ــ قرابة الدم ــ إلى أولئك (الإسرائيليين) القدماء الذين كانوا يعيشون بجوار الأردن».

ولكن إذا كان اليهود المعاصرين ليسوا أحفاد القبيلة التوراتية، فمن أين أتوا؟! في العام 1976 ألقى آرثر كوستلر قنبلته الأدبية التي حملت العنوان «القبيلة الثالثة عشرة»، والتي ترجمت إلى لغات عديدة وأثارت موجة من ردود الفعل المتباينة. أوضح فيها أثر الخزر في تكوين اليهود المعاصرين، وخلاصة ما ينتهي إليه أن «غالبية اليهود العصريين ليسوا من أصل فلسطيني بل من أصل قوقازي.

فقد كانت قبائل الخزر أكبر الكتل المتهودة، فقد اعتنق أهلها الديانة اليهودية في العصور الوسطى، وأقدم معلوماتنا عن انتشار اليهودية في الخزر وصلتنا من الرحالة العربي ابن فضلان، الذي أوفده الخليفة العباسي المقتدر بالله عام 309 ه‍ / 921 م، في بعثة إلى ملك الصقالبة [البلغار]. وتحدث المسعودي مطولاً عن تهوّد ملك الخزر (الخاقان). الذي تم في عهد هارون الرشيد (103 ـ 170 هـ‍) (686 ـ 809 م).

ومن يستمع الى احاديث اساتذة التاريخ في جامعة تل ابيب (موجودة عاليوتيوب باللعة الانجليزيه )يلاحظ حدة الحرب الشعواء على يهود الخزر في محاولة لنفيها رغم وجود عشرات الوثائق تاريخيه (عربية وعبرية وسريانية وبيزنطية )الواردة في المصادر (1) و(2) و(3)والتي استندت اليها في هذا المقال وهي متوفرة في الانترنت لمن يبغي مزيد من الإضطلاع. كما لا يفوتني ان اذكر استاذ التاريخ في جامعة تل ابيب شلومو زاند الذي تخلى عن اليهودية فيما بعد واصدر كتابين (4) و(5) يفضح فيها الأكاذيب التاريخية الصهيونية بأحقيتهم في فلسطين.

(وليس من المتصور بعد نحوالفي سنة من التشتت والاختلاط لا سيما اذا تذكرنا ان كل قوة يهود الشتات حين خرجت من فلسطين بعد هدم الهيكل الثاني لم تزد عن 40 الفا وهذا الرقم وحده يكفي ليوحي رغم كل قيود العزل والإضطهاد بان يهود الشتات الأصلاء قد انصهروا و ذابوا وضاعوا في محيط المهجر كقطرة في بحر وان يهود العالم اليوم في سوادهم الأعظم هم اجانب متحولون اكثر منهم يهودا متجولين .ماذا يتبقى فيهم اذن من بني اسرائيل التوراة او من بين توراة بني اسرائيل ؟وان من يعد من نسل بني اسرائيل ليس الا فئة ضئيلة جدا الى اقصى حد .وتؤكد دراسة حديثة لعالم الاجناس البريطاني جيمس فنتون ان 95% من يهود اليوم لا صلة لهم ببني اسرائيل وانما هم اجانب متحولون او مختلطون.ان يهود اليوم هم اقارب الاوروبيين.)(3)

لذا علينا كفلسطينيين وكعرب ان ندرك سببية الإستحواذ على قبر سيدنا ابراهيم في الخليل وسر تهويد الخليل وتهويد القدس لتقول اسرائيل للعالم بان فلسطين هي موطن اليهود وان لهم الحق التاريخي والديني فيها .ويبقى علم الأنثروبولوجي (علم الأجناس )كفيل بدحض الآكاذيب وصلة القرابة بينهم وبين العرب والله غالب على أمره

المصادر :

1- مملكة الخزر اليهودية وعلاقتها بالمسلمين والبيزنطيين تأليف د.محمد عبدالشافي المغربي (2002)

2- يهود الخزر –د.م.دنلوب ترجمة د.سهيل زكار – 1990-ط2

3- انثروبولوجيا اليهود د.جمال حمدان 1996-دار الهلال

4- اختراع ارض اسرائيل-د.شلومو زاند-2013 المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار (رام الله)

5- اختراع الشعب اليهودي’ د.شلومو زاند- 2008المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار (رام الله)

التعليقات على خبر: هل العرب ويهود اليوم حقا ابناء عمومة ؟؟

حمل التطبيق الأن